المنظمة الأممية “الفاو” تحذر من أزمة تهدد أمن الغذاء العالمي بسبب تدهور الأراضي الزراعية

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تحذيرًا خطيرًا من أزمة “صامتة وشاملة” تهدد الأمن الغذائي حول العالم، وذلك نتيجة لتدهور الأراضي الزراعية بسبب الأنشطة البشرية. هذا التدهور، الذي يؤثر بشكل كبير على إنتاج المحاصيل، يهدد النظم البيئية ويعكر استدامة الزراعة، ويشكل تهديدًا مباشرًا لسبل عيش مليارات البشر.
وفقًا للتقرير السنوي “حالة الأغذية والزراعة” الصادر عن المنظمة، يعيش حوالي 1.7 مليار شخص في مناطق تعاني من تراجع كبير في إنتاج المحاصيل نتيجة للتدهور الناتج عن النشاط البشري. ويؤكد التقرير أن هذه الأزمة ليست مجرد قضية بيئية، بل هي مسألة تتعلق بالزراعة والأمن الغذائي وسبل العيش في المناطق الريفية.
تعتبر الأراضي أساسًا لنظمنا الزراعية والغذائية، حيث تدعم أكثر من 95% من إنتاج الغذاء العالمي وتوفر خدمات بيئية أساسية تحافظ على الحياة على كوكب الأرض. ومع ذلك، فإن تدهور الأراضي، الذي ينتج عن عوامل طبيعية مثل تآكل التربة وملوحتها، يتفاقم بشكل كبير بفعل الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات والزراعة غير المستدامة.
ووفقًا للتقرير، فقد تراجع إنتاج المحاصيل في المناطق المتدهورة بنسبة 10% على الأقل، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة والتغذية، خاصة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة، حيث يعاني حوالي 47 مليون طفل من التقزم نتيجة لهذه الظروف.
وتُظهر البيانات أن الدول الآسيوية هي الأكثر تضررًا من هذه الأزمة، نظرًا لكثافة السكان وحجم التدهور الزراعي فيها. وفي ضوء هذه التحديات، تدعو الفاو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتقليل تدهور الأراضي، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، لضمان الأمن الغذائي والحفاظ على النظم البيئية.
دعوة للتغيير
من الضروري أن تتضافر جهود الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمعات المحلية لمكافحة هذه الظاهرة المدمرة. ينبغي تبني سياسات حماية البيئة والزراعة المستدامة، والعمل على زيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على الأراضي لضمان مستقبل غذائي آمن ومستدام.
				
					






